وذمة رينكه (التهاب الحبل الصوتي السليلاني)

تظهر وذمة رينكه، والمشار إليها أيضًا بالتهاب الحبل الصوتي السليلاني، عادةً في شكل تورم عمودي على طول الطية الصوتية بأكملها. في حالات وذمة رينكه الأشد، تنتفخ الطيات الصوتية وتظهر مثل وسادات مملوءة بالمياه.

في الحالات القصوى، تتضخم وذمة الأحبال الصوتية حتى تضيق مجرى التنفس إلى حد كبير.

في وذمة رينكه، يحدث تجمع كبير للسوائل في الطبقة الجيلاتينية الناعمة للصفيحة المخصوصة السطحية، أو حيز رينكه. وهذه الطبقة مسؤولة عن التدوير الرقيق لغشاء الطيات الصوتية المخاطي وهي التي تصدر الجمال النغمي للصوت البشري. وقد يؤدي تورم طبقة النسيج هذه أو تخثرها إلى حدوث تغيرات ملحوظة في جودة الصوت.

لاحظت وكيلة تأمينات تبلغ من العمر 48 عامًا مشاكل زائدة في الصوت عدة سنوات. كان صوتها مبحوحًا وشديد الانخفاض، وكثيرًا اعتقد الآخرون أنها رجل عند التحدث عبر الهاتف، وبوجهٍ عام كان صوتها يتعب بشكل أسرع من عدة أعوام مضت.

كانت السيدة تدخن بشراهة منذ سن مبكر، حيث تدخن 20-30 سيجارة يوميًا. وفي الستة أشهر السابقة، ظهرت مشاكل في التنفس بالإضافة لاضطراب الصوت. واشتكت بشكل خاص من ضيق النفس أثناء عمل مجهود بدني، ولا سيما عند صعود السلم.

أظهر فحص التصوير الاصطرابي الذي أجراه اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة وذمة رينكه شديدة على الجانبين بشكل لافت للنظر، مع انتفاخ وذمة الحبل الصوتي الأيمن أكثر من وذمة الحبل الصوتي الأيسر. وكانت اهتزازات الطيات الصوتية متقطعة بشكل ملحوظ، وجودة الصوت مبحوحة، مع انخفاض طبقة التحدث العادية بشكل واضح.

واختفى صوتها الغنائي بشكل أساسي.

تمت توصية المريضة بالخضوع لعملية جراحية لعلاج الأحبال الصوتية. وفي جلسة واحدة، تم إجراء العملية الجراحية لكلٍّ من الطيتين الصوتيتين بنجاح. وبعد أسبوعين من إراحة الصوت، عادت الطيتان الصوتيتان إلى نفس الحجم تقريبًا وقامتا بالاهتزاز بشكل متناظر، محققتين غلقًا كاملاً أثناء النطق. وأصبحت جودة صوتها الآن قوية وواضحة، وارتفعت طبقة التحدث العادية بمقدار ثلث الجواب. وشعرت المريضة بأن صوتها أصبح رائعًا، مع نغمة أكثر نقاءً، وبدا صوتها أصغر بنحو 15 سنة مما كان عليه قبل العملية.

وفي هذه الأثناء قللت المريضة من عدد السجائر التي تدخنها يوميًا إلى عشر سجائر وخططت للإقلاع عن التدخين تمامًا في غضون الستة أشهر القادمة.